مقالات رئيسة الجمعية - MSSJ
المقالات المنشورة من خلال د. ايمان سلامة
المقالات المنشورة من خلال د. ايمان سلامة
التصلب اللويحي
يعتبر التصلب اللويحي واحد من الأمراض المزمنة التي تصيب فئة الشباب، وهم في فترة العطاء والإنجاز فترة تحقيق الأهداف المرجوة فحين يصابون به يكون له تأثير كبير على حياتهم الاجتماعية والنفسية مما يتسبب لهم بالإصابة بصدمة، وقلق من المجهول، و يشعرون بأنهم لن يعودوا كما كانوا، وبأن حياتهم ستتغير، وسيكون هناك تحديات كبيرة في التكيف مع هذا المرض، وفهم حيثياته، وماذا يمكن أن يكون، وهل هناك مستقبل أم أن الحياة ستتوقف والأحلام التي وضعوها وخططوا لها سيكون من الصعب تحقيقها.
يعرف التصلب اللويحي بأسماء عديدة، منها التصلّب المتعدد والتصلب المنتثر أو التهاب الدماغ والنخاع المنتثر و هو التهاب ينتج عن تلف الغشاء العازل للعصبونات في الدماغ والحبل الشوكي. يُعطّل هذا التلف قدرةَ أجزاءٍ من الجهاز العصبي على التواصل، مما يؤدّي إلى ظهور عددٍ من الأعراض والعلامات المرضية، منها أعراض عضوية أو إدراكية عقلية، وأحياناً تكون على شكل مشاكل نفسية، وله أعراض متعددة تشمل مشاكل في البصر والتوازن والشعور بالدوار والشلل والاضطرابات في الحواس، ومشاكل العضلة القاصرة والتشنج والألم والتعب، والتصلب اللويحي المتعدد هو مرض مناعي يؤثّر على الجهاز العصبي المركزي. ففي عام 2008 ، كان عدد المصابين به يتراوح بين 2 - 2.5 مليون فرد على مستوى العالم بمعدلات تتفاوت في شدتها من منطقة إلى أخرى ومن مجموعة سكانية إلى أخرى. وفي عام 2020، ارتفع عدد المصابين بهذا المرض في جميع انحاء العالم إلى 3.0 مليون معدل الانتشار العالمي هو 35.9 لكل 100,000 شخص زاد الانتشار عالميا ويقدر أنه كل 5 دقائق يتم تشخيص شخص ما في العالم بمرض التصلب اللويحي ويبدأ المرض عادة بين عمري 20 و50 سنة وتزداد احتمالية إصابة الإناث مقارنة بالذكور وتبلغ نسبة الإناث إلى الذكور 1:4 Atlas of MS, 2020)).
يتّخذُ التصلّب المتعدّد عدّة أشكال مختلفة مع أعراض جديدة تحدث إما على شكلِ نوباتٍ منفصلة أشكال ناكسة) أو متراكمة بمرور الوقت (أشكال مترقّية) . وقد تختفي الأعراض بين النوبات بالكامل، لكن المشاكل العصبية الدائمة تحدث في أغلب الأحيان خصوصاً إذا كان المرض في مراحل متقدمة، وفي حين أن أسبابه غير واضحة إلا أنه يُعتقد أن آلية المرض قد تكون إما تلف في الجهاز المناعي أو فشل في الخلايا المصنعة للمايلين. ويعتمد تشخيص مرض التصلب المتعدد على العلامات والأعراض الموجودة ونتائج الفحوصات الطبية المساعدةPolman et al., 2011)).
لا يوجد علاج معروف للتصلب المتعدد. فالعلاجات تحاول تحسين وظائف الجسم بعد النوبة، ومنع حدوث نوبات جديدة. ففي حين تتصف الأدوية المستخدمة لعلاج مرض التصلب المتعدد بأنها متواضعة الفعالية، إلا أنها قد تترافق بتأثيرات سلبية وهي صعبة التحمّل . ويسعى العديد من المرضى للعلاجات البديلة على الرغم من عدم إثبات فاعليتها . يصعب التنبؤ بالنتائج طويلة الأمد، ولكن في كثير من الأحيان تكون النتائج جيدة عند النساء المصابات، وعند الذين أصيبوا بالمرض في سن مبكرة، وكذلك من يعانون من سير المرض الناكس، والذين عانوا من نوبات قليلة من المرض . ويقل متوسط العمر المتوقع بين 5 و10 سنوات مقارنة بالأفراد غير المصابين AL Schuler et al., 2013)).
يشير اسم المرض "التصلب اللويحي" إلى الندبات الصلبة – المعروفة باللويحات أو الآفات) التي تحدث بالأخص في المادة البيضاء في الدماغ والحبل الشوكي. وقد كان جان مارتن شاركو هو أول من وصف المرض عام 1868))، هذا وقد أشار ميكولا وزملائه إلى Mikula et al., 2020)) إلى عدد من الطرق التي يمكن أن تخفف من حدة أعراض مرض التصلب اللويحي ،كالبحث عن الدعم الاجتماعي والانفعالي للأشخاص المقربين من المصاب ،الأصدقاء والذين يمكن أن يخففوا من التوتر الأسري والعزلة الاجتماعية كما لا بد من مساعدة المريض على إيجاد آمال وطموحات يستطيع تحقيقها والتكيف مع إصابته الحالية .كما وجدت أنّه من المفيد أيضا استخدام أساليب التأمل الذهني بوصفها جزءًا من العلاج المعرفي السلوكي الذي يعمل على تحسين نوعية الحياة ، وزيادة الرفاهية، وزيادة الأمل بالبقاء، والتقليل من الاكتئاب.